أصل تسمية الدولار

أصل تسمية الدولار
تتنوع تسمية العملات العالمية بتنوع الثقافات والبلدان وتاريخها ومصطلحاتها الخاصة وكون العملة كثيراً ما تشكل جزئاً من الشخصية المميزة للبلدان سنسل الضوء على أصل تسمية عملة الدولار




الدولار يأتي أصل التسمية من ”وادي يواخم“ الذي يقع اليوم في ألمانيا، حيث كان يدعى ”Joachimsthal“ بإحدى اللغات الألمانية الدنيا. وكونه مكان تواجد العديد من مناجم الفضة سميت العملات المسبوكة من فضته ”joachimsthaler“. تم اختصارها لاحقاً إلى ”Thaler“ التي حرفت بدورها إلى Dollar الذي هو اسم العملة التي نعرفها اليوم

استخدمت هذه العملة بداية في التشيك والمجر والنروج والدنمارك وعدة بلدان أخرى. ولم تستخدم باسمها الحالي إلا في القرن السابع في هولندا

يستخدم الدولار اليوم في كل من الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزلندا وكندا وسنغافورة وفيجي وأماكن أخرى متعددة حول العالم

 خلفية تاريخية :
خلال القرن السادس عشر، قبل ظهور  الولايات المتحدة كانت كلمة دولار ظهرت في عدة دول منها :
في اسكتلندا ما بين أعوام : 1567و 1571 ، قام الملك جيمس الخامس بسك 30 عملة و أسماها " الدولار السيفي "
كما قام الملك تشارلز الثاني ملك إنجلترا بسك طوائف جديدة من عملة الدولار لأسكتلندا في الفترة من 1660 حتى 1685 و كانت طوائف الدولار : سدس وثمن وربع ونصف دولار
من المعلوم أن ظهور الولايات المتحدة الأمريكية كان مع نهايات القرن الثامن عشر وتحديدًا في الربع الأخير من هذا القرن حيث عام 1776 بعد إستقلال الولايات الثلاث عشر، التي كانت واقعة تحت الإحتلال البريطاني،و كانت الولايات المستقلة في هذا الوقت تستعمل " الريال الإسباني" الذي كان متداولاً في المستعمرات الإسبانية في القارة الأمريكية
كانت ولاية ميريلاند الأمريكية هي أول ولاية تطبع الدولار الأمريكي سنة 1766 وذلك قبل الإستقلال.
في عام 1776، ظهر الدولار في شكل عملات معدنية من النحاس والفضة و كانت مسألة العملة في هذه الفترة قد أخذت فترة طويلة من البحث لدي الأباء الأوائل المؤسسين للدولة الناشئة فقد كان توماس جيفرسون مؤيدًا لفكرة الدولار المعدني و خاصة أن الريالات الإسبانية كانت قد أغرقت السوق في غياب مؤسسة لسك العملة و إصدار عملة فيدرالية للدولة.
في عام 1785 أختير الدولار العملة النقدية التي يتم التعامل بها في الولايات المتحدة.([1])
قام وزير الخزانة الأمريكية الكساندر هاميلتون  في عام 1791بتقديم تقرير عن سك العملة في البلاد، و أهمية الدولار مما جعل الحكومة الأمريكية تتخذ قرارًا بسك الدولار الفضي  والذهبي والنحاسي وفقــًا لقانون 2 إبريل عام 1792، وبدأ إنتاج الدولار في عام 1793 حتى طرح للتداول عام 1794 وذلك نتيجة لمشاكل في الحصول على الفضة، وكان اسم هذا الدولار" الشعر المتدفق"
استمر إستخدام العملة الفضية والذهبية والنحاسية منذ هذا الحين ثم دخلت العملة الورقية للسوق الأمريكي في عام 1861 وذلك خلال الحرب الأهلية الأمريكية
مع بدايات القرن العشرين كان الدولار الأشهر في الولايات المتحدة هو دولار "مورجان" والذي يعود إلى مصممه جورج مورجان و الذي تم سكه في عام 1878 و ظل مستخدمــًا حتى عام 1904 وانتشر  في عدد من الولايات الأمريكية منها سان فرانسيسكو و فيلادلفيا ونيو أورلينز، لكن في عام 1904 نفد مخزون الحكومة من الفضة مما أدي لتوقف سك دولار مورجان  وتصميم دولار مورجان عبارة وجه سيدة الحرية من الأمام والنسر الطائر من الخلف
دولار السلام الفضي و الذي ظهر عندما انتشر شعور في الولايات المتحدة ان الحرب العالمية تثير رعب العالم،و قد سك هذا الدولار في الفترة من 1921 حتى 1935 في عدد من الولايات مثل سان فرانسيسكو وفيلادلفيا و دينفر و قد صمم الدولار الفضي انتوني دي فرانسيسكي في الأمام سيدة الحرية أكثر تباهيــًا مرتدية تاج النصر و النسر الشهير في الخلف و جناحيه مطويين إشارة إلى أن النسر في موقف سلمي
بعد هذه المرحلة، لم يكن للدولار الفضي وجود قوي في سوق العملة الأمريكي، و امتد ذلك حتى عام 1971 حتى تم عمل دولار أيزنهاور و دولار النسر الأمريكي واللذين لا يعتد بهما كدولارات حقيقية لأن نسبة الفضة فيهم قليلة  و ذلك بسبب قانون العملة الذي مرره الكونجرس في عام 1965 عن العملات التي تحتوي على كمية قليلة من الفضة لا تعد دولارات حقيقية
الدولار الأمريكي الورقي يعد هو الأشهر في العالم بالنسبة لكثيرين، فالمواطنون في العالم يتعاملون مع الدولار الورقي بشكل دائم و قد كان الدولار الورقي يسير بالتوازي مع الدولار المعدني في القرن العشرين، فمنذ ستينات القرن التاسع عشر وظهور الدولار الورقي أثناء الحرب الأمريكية و كان وزير الخزانة في وقتها السيد سالمون تشيز والذي وضعت صورته عليه ومر الدولار الورقي بتطورات عديدة حتى بات بشكله المألوف لدينا الأن و الموجود عليه صورة جورج واشنطن و قد صدر اول نسخة منه عام 1929

أصل التسمية و سببها
كلمة الدولار، ليست بالمقصورة على الولايات المتحدة الأمريكية، فالدولار ككلمة ظهرت في دول أخرى قبل ظهور الولايات المتحدة الأمريكية، ففي القرن الخامس عشر ميلادية ، وجدت الفضة في ألمانيا ودول الوسط في أوربا، و التي مثلت إكتشافـــًا مهمــًا في هذا الوقت تم سكه إلى عملة و سميت " تيلر"  وتعددت الترجمات ما بين " دالدار" و " دولار " ولا يتضح من الروايات أسباب تسمية الدولار بهذا الاسم

الواقع السياســـي و الإقتصادي
مثلت الحرب العالمية الأولى " 1914- 1918" دورًا محوريــًا في جعل الولايات المتحدة القوى الأكبر من الناحية الإقتصادية في المجتمع الدولي ، وقامت العديد من الدول الأوربية بعمل استثمارات في الولايات المتحدة مما جعلها أرضــًا خصبة للإستثمار حيث وصل الإستثمار فيها إلى 5 بليون دولار عام 1914 مع نهاية الحرب العالمية أصبحت الولايات المتحدة مالكة لأكبر كم من الذهب في العالم مما جعلها دائنة لكثير من الدول .
في عام 1934 كانت كل دول العالم قد أنهت علاقة عملاتها بالذهب عدا
الولايات المتحدة، و التي وصل فيها قيمة الأوقية من الذهب إلى 35 دولار أمريكي
لم  يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل كانت الحرب العالمية الثانية عاملاً مساعدًا لقوة العملة الأمريكية حيث تم عقد إتفاقية بريتون وودز عام 1944 و التي بموجبها أنشئ صندوق النقد الدولي ، والذي أراد هيكلة النظام النقدي العالمي و منذ ذلك الحين و ارتبط الذهب بالدولار فصارت الأوقية كما ذكرنا سلفــًا تساوي 35 دولار أمريكي وعلى الدول أن تسوي معاملاتها بالدولار حتى تحصل على الذهب الذي تمتلكه الولايات المتحدة
استمر الدولار محافظــًا على قيمته النقدية خلال فترة الخمسينات و بداية الستينات حتى بدأ النمو الإقتصادي لليابان وألمانيا الغربية مما أثر على قيمة الدولار كما تأثر الدولار وبشدة بسبب حرب فيتنام و اهترت قيمته السوقية
مع بداية السبعينات ومع اكتشاف الولايات المتحدة عجزها عن الوفاء بالتزاماتها الدولية بشأن مسألة تثبيت سعر الأوقية من الذهب عند 35 دولار أعلن الرئيس نيكسون تحلل الولايات المتحدة من التزامها بتحويل الدولار إلى ذهب مما أدى  لإضطراب دولي لم يشهده العالم من قبل، فبعد أن كانت الاوقية تساوي 35 دولار وصلت في عام 1974 إلى 159 دولار .  أخذ العالم يفكر في إعادة النظر في النظام النقدي القائم، فتشكلت لجنة في صيف 1972 في جنيف: اللجنة الوزارية لإصلاح نظام النقد الدولي لجنة العشرين فبدأت من جديد عمليات المضاربة الشديدة على العملات، وخفضت الولايات المتحدة الأميركية الدولار من جديد في فبراير1972 وبدأت الدول في تعويم عملاتها، رغم ما كانت تقضي به اتفاقية صندوق النقد الدولي من ضرورة تثبيت أسعار الصرف وقد أدى ذلك إلى إنهيار مفجع لنظام الصرف العالمي ، وتحول العالم من نظام الصرف الثابت إلى نظام تعويم العملات . كما أدى هذا الحدث الجلل لحدوث تعديلات في نصوص إتفاقية بروتون وودز و كان من أهمها إلغاء السعر الرسمي للذهب : 35 دولار
مثلت حرب اكتوبر، وأزمة النفظ التي صدمت المجتمع الغربي، دورًا مهمــًا في التأثير على سوق العملات وخاصة الدولار الأمر الذي أوقع موازين مدفوعات كثير من الدول المستوردة لهذه المادة في حالة عجز رهيب، وبخاصة إيطاليا التي أشرفت على الإفلاس؛ لذا فكرت في استعمال أرصدتها الذهبية لتغطية هذا العجز؛ وبناءً عليه فقد تم في 23 نيسان 1974 عقد اجتماع في هولندا بين وزراء مالية الدول التسع في السوق الأوروبية المشتركة وتوصل المؤتمرون إلى اتفاق ضمني، وهو: السماح للمصارف المركزية ببيع أرصدتها الذهبية بسعر قريب من السعر السائد في السوق الحرة فتكون هذه البلدان قد اتفقت وبصورة صريحة على رفع سعر الذهب الرسمي إلى مستوى السعر التجاري, وبالتالي إعادة الدور النقدي للذهب على الصعيد الدولي، هذا الدور الذي فقده منذ سنوات فسارعت أميركا إلى قطع الطريق على البلدان التسعة في السوق الأوروبية بعقدها اجتماعاً في 11 حزيران سنة 1974 في واشنطن لوزراء مالية الدول العشر الغنية، وهدف الاجتماع هو بكل وضوح مساعدة البلدان الأوروبية التي تعرف عجزاً خطيراً في ميزان مدفوعاتها على تغطيته بواسطة أرصدتها الذهبية، مع العمل في الوقت نفسه على منع الذهب من العودة إلى الصعيد النقدي الدولي
  تعرض الدولار الأميركي منذ مطلع العام 2002 لانخفاضات عديدة وصلت أدنى مستوياتها مقابل العملات الرئيسية للدول الصناعية في يوليو من العام نفسه في انخفاض هو الأول من نوعه منذ 1997 من سيطرته على أسواق العملات الأجنبية
يقوم الدولار الأميركي بدور عملة الاحتياطي العالمي حيث تحتفظ البنوك المركزية في معظم دول العالم باحتياطيات كبيرة من الدولارات الأميركية لتلبية احتياجاتها من السلع والخدمات المستوردة، وبذلك يستولي الدولار على ثلثي احتياطيات النقد الأجنبي في العالم و80% من مبادلات سعر الصرف الأجنبي
ونجد أن أكثر من 50% من صادرات العالم يتم دفع قيمتها بالدولار بما فيها البترول، إذ تسعر كافة دول منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) نفطها بالدولار الأميركي. وفي الجملة يصل حجم التداول بالدولار حول العالم حوالي ثلاثة ترليونات وبهذا ينعكس أي تذبذب واضطراب في سعر الدولار على أسعار هذه السلع والخدمات، كما يؤثر على تقييم العملات الأخرى مقابل الدولار
يعد الارتباط بين النفط والدولار من المسلمات في الاقتصاد العالمي، وقد ساعد ما يعرف بالبترودولار والعائدات المتحققة من أسعار النفط العالية الولايات المتحدة على التعاطي مع حالات العجز التجارية الكبيرة التي أصابت اقتصادها وذلك عبر تدوير الرساميل المتحققة من الصادرات النفطية للدول النامية وتوظيفها في استثمارات جديدة
هناك عدد من الدول في العالم تربط عملاتها الوطنية بالدولار عوضاً عن تثبيت عملاتها على سلة من العملات الأجنبية. وهذا الإجراء تعتمده عادة المصارف المركزية لتثبيت سعر صرف العملة الوطنية ولكن أي هبوط حاد للدولار أو انخفاض كبير في قيمته مقابل العملات الأجنبية الأخرى سيترتب عليه انحدار مماثل في سعر العملات المرتبطة بالدولار
وقد برز هذا التأثير في أحداث الأزمة المالية العالمية عام 2008 ، ودخلت الولايات المتحدة في دوامة الأزمات المالية التي تستوجب في كل مرة تقليص سعر الفائدة وفقد البنك المركزي أحد أهم أدواته لمعالجة هبوط قيم الأسهم عندما وصل سعر الفائدة إلى الصفر

الهوية والوطن
لقد عكس الدولار فكرة الهوية والوطن من خلال صور الأباء المؤسسين للدولة، باعتبارهم هم من وضعوا أسس إنشاء  الدولة بشكل ديمقراطي ودستوري وقد برزت صور معظم الأباء المؤسسين على الدولار بفئاته المختلفة
التصميمات والتقسيم
الدولار الأمريكي يتكون من عشر وحدات تسمى  "الدايم" و مئة وحدة تسمى " السنت او البيني" و الدولار و ألف وحدة تسمى " ميل"
و تتعدد طوائف الدولار الأمريكي بدءًا من الدولار مرورًا بالمئة دولار حيث تنقسم للتالي


 1 دولار وعليه صورة أول رئيس أمريكي جورج واشنطن
2 دولار وعليه صورة توماس جيفرسون الرئيس

الثالث للولايات المتحدة
5 دولار وعليه صورة إبراهام لينكولن الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة
10 دولار وعليه صورة الكساندر هاميلتون أول وزير خزانة أمريكي
20 دولار وعليه صورة  أندرو جاكسون الرئيس السابع للولايات المتحدة
50 دولار وعليه صورة يوليسيس جرانت الرئيس الثامن عشر للولايات المتحدة
100 دولار وعليه صورة بنجامين فرانكلين من الأباء المؤسسين للولايات المتحدة
500 دولار و عليها صورة ويليام ماكنلي رئيس الولايات المتحدة الخامس والعشرين
1000 دولار وعليها جروفر كليفلاند رئيس الولايات المتحدة الثاني والأربعين
5000 دولار وعليها جيمس ماديسون رابع رئيس للولايات المتحدة
10000 دولار وعليها صورة سالمون تشيز وزير الخزانة الأمريكية
100000 دولار وعليها صورة ويدرو ويلسون الرئيس الثامن والأربعين

تعليقات